برنامج بصمات إبداعية

برنامج بصمات إبداعية

                           وزارة الشؤون الثقافية

  المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية

 برنامج بصمات إبداعية
برنامج دعم التنوع الثقافي والفني
تقديم البرنامج وسياقه:
ما هو برنامج ‘بصمات’ ؟
« بصمات » هو برنامج أطلقته وزارة الشؤون الثقافية، لدعم التنوع الثقافي والفني، وهو عبارة عن مختبر تشاركي قابل للتطوير، يهدف إلى تلبية احتياجات القطاع الثقافي والتكيّف مع التغيرات التي يشهدها، علاوة على إعادة التفكير في أشكال تدخل المصالح العمومية لفائدة القطاع الثقافي والفاعلين فيه.
يتطلع برنامج بصمات من خلال دعمه لجميع الفاعلين والمتدخلين في الحقل الثقافي – سواء كانوا من الراجعين بالنظر للقطاع العمومي، أو منظمات المجتمع المدني، أو مبدعين وفنانين وأصحاب مشاريع ثقافية من الخواص- إلى تشجيع ودفع التعاون وصيغ التآزر المُهيكِلة والمستدامة بين هذه المنظومات المختلفة. وفي هذا السياق يتطلع برنامج بصمات إلى الإسهام الجاد في خلق الظروف الملائمة للإبداع، فضلا عن نشر الثقافة في جميع أنحاء البلاد وإتاحة الفرصة لجميع التونسيين للحصول على نصيبهم من المنتج الثقافي بمختلف أشكاله وألوانه الإبداعية.
في هذا السياق، سيتفرع برنامج’ بصمات’ إلى عدد من المشاريع النموذجية، المتجهة نحو اعتماد تدريجي لسياسات ثقافية جديدة، سياسات تعتمد مقاربات مبتكرة ومستدامة، وتستجيب لمتطلبات الحوكمة الرشيد والشفافية واللامركزية.
‘بصمات’، هو برنامج أفقي وشامل، وهو قابل للتطور والتأقلم، مع مختلف التغيرات الطارئة على محيطه. وسيشتمل في منطلقه على مرحلة نموذجية/تجريبية تمتد من شهر جويلية إلى شهر ديسمبر 2020 ، وتليها مرحلة تقييميّه تهدف إلى إدراج التعديلات الضرورية على مختلف عناصره وصيغ تدخلاته تمهيدا لمواصلة العمل به خلال سنة 2021.
المرحلة النموذجية: جويلية – ديسمبر 2020
لئن اقترنت عملية التفكير في المرحلة النموذجية لبرنامج « بصمات » وصياغتها و إطلاقها بسياقات الأزمة المرتبطة بجائحة كوفيد 19، والتي آلت إلى تعميق هشاشة القطاع الثقافي والفاعلين الثقافيين وتعريضهم لمزيد من المخاطر، فمن الضروري أن تتخطى الحلول المقترحة في سياق هذا البرنامج، الحيز الضيق لهذه الأزمة وتسعى إلى مجابهة التحديات التي كانت مطروحة على المنظومة الثقافية برمتها، قبل ظهور الجائحة.
وتتفرع المرحلة النموذجية إلى مسارين للعمل، متمايزان عن بعضهما البعض من حيث استراتيجيات التدخل والمنطق الذي تستند إليه:
-1- المسار الأوّل : ستوحّد وزارة الشؤون الثقافية والمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية جهودهما للتفكير مجددا في أساليب تدخل الدولة في مجال تنظيم المهرجانات. ولا تتعارض هذه المبادرة مع المهام التي تضطلع بها هذه المؤسسة الوطنية ذات الصبغة غير الإدارية والتي تتمثل أساسا في مرافقة الفاعلين في هذا الميدان وتكريس قواعد التصرف السليم فيه و ترسيخ اللامركزية الثقافية. وعلاوة عن ذلك، تلعب المؤسسة دورا رئيسيا في تصميم وتنفيذ سياسة عامة جديدة للمهرجانات وتنطلق في تعزيز قدراتها التنظيمية خلال المرحلة التجريبية من برنامج « بصمات ».
وستستفيد الولايات الأربع وعشرون من هذه المبادرة الجديدة اعتبارًا من بداية صائفة 2020.
وتتمثل أولى الخطوات في إطلاق برنامج لقاءات ودورات تكوينية لتطوير القدرات في مجال إدارة المهرجانات وحسن توظيف الدعم العمومي. ويشارك في هذه اللقاءات 24 عونا من الموظفين العموميين بالمندوبيات.
وسيتم، في مرحلة ثانية، تنظيم ورشات لتدعيم القدرات لفائدة عدد من أصحاب مشاريع المهرجانات بما يتلاءم مع احتياجاتهم وانتظاراتهم.
من بين الأهداف التي تسعى هذه الورشات الى تحقيقها: تحسين كفاءة الهياكل التابعة لهذه المهرجانات في المجال التنظيمي، وإكساب عملها المزيد من الحرفية علاوة عن تقويم هذه المشاريع من حيث الجودة و النجاعة والطموحات الفنية والعلاقة مع الجمهور.
وفقا لروح برنامج « بصمات »، يمكن لممثلين عن مختلف الجهات الفاعلة في الحقل الثقافي، سواء كانوا من القطاع العمومي أو الخاص أو من الجمعيات، المشاركة في هذه اللقاءات والإسهام فيها، ويتم ذلك على أساس مقاربة قوامها التعاون وتبادل الخبرات والمعارف.
-2- المسار الثاني : تتشارك في هذه المرحلة النموذجية مختلف المؤسسات العمومية التي لا تكتسي صبغة إدارية، الخاضعة لإشراف وزارة الشؤون الثقافية والتي تسهم بشكل كبير في الإشعاع الثقافي ببلادنا وفي وضع وتطبيق سياساتها العمومية في مجال الثقافة. ويكون ذلك في تناغم تام مع مهامها وأهدافها الخصوصية، و بمراعاة الظروف التي فرضتها هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة.
ستطلق هذه المؤسسات دعوات لمرافقة مشاريع ثقافية جامعة، تتواءم مع التوجهات العامة للتدخلات المبرمجة ضمن برنامج ‘بصمات’. ويمكن – في سياق منهاج تجريبي ومتدرج- أن يشترك في إنجاز البعض من هذه المشاريع عدد من المؤسسات المذكورة، مع اعتماد آليات دعم مختلطة يمكن تفعيلها، خلال مختلف مراحل تنفيذ المشاريع المذكورة.
تفاصيل عن برنامج « بصمات » :
أهداف البرنامج:
سعيا لدعم التنوع الثقافي والفني بطريقة مبتكرة وفعالة، وتحقيق هدف إعادة التفكير في أسس العمل الثقافي، وتوسيع مجال الاستفادة من التدخل العمومي والموارد العامة المرصودة للغرض، بحيث تشمل كافة الفاعلين في الحقل الثقافي والجمهور، حدد برنامج ‘بصمات’ هدفين متكاملين:
ربط المنظومات الثقافية الثلاث (العمومية والجمعياتية والخاصة) ببعضها البعض وتشجيع مبادرات التعاون ومد الجسور المهيكِلة فيما بينها، على مختلف الأصعدة المحلية والجهوية والوطني والدولية، وذلك من أجل تحسين الحوكمة و تكريس اللامركزية في العمل الثقافي.
– تشجيع كافة أشكال التعبير والإبداع، مع إيلاء اهتمام خاص للفنانين والفاعلين الناشئين وذلك حتى تكون الثقافة وممارستها للجميع ومع الجميع.
محاور تدخل برنامج « بصمات »:
تتمحور المشاريع والأنشطة التي تندرج في إطار برنامج’ بصمات’ حول أربعة محاور رئيسية:
-1- تعزيز قدرات جميع الفاعلين الثقافيين، وخاصة في مجال تصور وتنفيذ المشاريع الثقافية، مع التركيز على الجهات.
-2- الكشف عن جملة من المشاريع الثقافية بهدف تمويلها ومرافقتها، على أن تتوفر فيها شروط التنوع والجودة والقدرة على ترك أثر دائم وذي تبعات هيكلية في القطاع الثقافي.
 إحداث آليات جديدة لدعم انتشار وإشعاع الفنانين والمبدعين، وإقرار مبادرات ثقافية في جميع أنحاء البلاد وعلى الصعيد الدولي.
-4- إعادة توزيع الموارد العمومية (اللوجيستية والمالية والبشرية) ومراجعة شروط إتاحة البنية التحتية العمومية واستخدام المعدات العمومية، وفقا لمتطلبات الشفافية والحوكمة الرشيدة في مجال تخصيص الموارد وانجاز المشاريع.
ويشترط في جميع الأنشطة والمشاريع المنجزة في إطار برنامج « بصمات » أن تتوافق مع واحد أو أكثر من المحاور المذكورة أعلاه.
النتائج المرتقبة، إثر تنفيذ برنامج « بصمات » وإنجاز مختلف المشاريع النموذجية :
*على المدى القصير:
تنامي عدد مشاريع التعاون والشراكات بين الفاعلين الثقافيين المنتمين إلأى المنظومات الثلاث، العمومية والخاصة والجمعياتية وإتاحة فرص جديدة.
تعزيز القدرات البشرية والمؤسساتية في القطاع الثقافي العمومي والجمعياتي.
اعتماد مبدأي الشفافية والتوزيع العادل في إسناد الموارد والمخصصات العمومية.
ضبط الخصوصيات الثقافية لمختلف المناطق وتثمين مختلف التعبيرات الثقافية، مع أخذ احتياجات الفاعلين الثقافيين بعين الإعتبار.
اعتماد أدوات وسبل جديدة في إسناد الموارد ومتابعة المشاريع الثقافية
*على المدى المتوسط:
اعتماد مقاربة تشاركية مستمرة ومنتظمة ومهيكلة وشفافة عند تصور وتنفيذ المشاريع الثقافية.
تولي الفاعلين الثقافيين إدارة منظومتهم باستقلالية مع اعتماد طرق عمل ونماذج فعالة.
تحسين مناخ الثقة بين المؤسسات التابعة للقطاع العمومي العاملة في الحقل الثقافي وجميع الفاعلين الثقافيين
إحداث أنشطة وبرامج ثقافية جديدة داخل الهياكل الثقافية العمومية
تملّك الأدوات والطرق الجديدة من طرف الفاعلين الثقافيين.
*على المدى الطويل:
إدخال حركية جديدة على النسيج الثقافي الاقتصادي والفني والمجتمعي
إقرار لامركزية فعلية وحقيقة، قائمة على الثقة واعتماد منهج جديد في الحوكمة واضح للعيان على الميدان.
تنامي عدد التجارب والتعبيرات الفنية والإبداعية ذات الجودة العالية التي تنتفع بدعم عمومي.
توفر عرض ثقافي مستدام وذي جودة عالية، يعزز الخصوصيات الثقافية لكل منطقة من المناطق بالبلاد.
إقرار وتعميم ثقافة المتابعة والتقييم وقياس الأثر الفعلي للعمل الثقافي.
**باعتبار أن برنامج « بصمات » هو بمثابة مختبر يستند في عمله على التدرج والتطور، فإن توجهاته وأهدافه والنتائج المرتقبة منه قابلة إن دعت الضرورة إلى ذلك إلى التعديل أو إعادة الصياغة والتطوير، على ضوء  التوجهات الجديدة والمشاريع النموذجية المندرجة في صلبه.

Share this post